إسرائيل تعرض صورا لـ "صاروخ منزلي" في لبنان
في خطوة جديدة ضمن الصراع المستمر بين إسرائيل وحزب الله اللبناني، نشرت إسرائيل صورًا لما وصفته بأنه "صاروخ منزلي" تم العثور عليه في لبنان، في محاولة لتعزيز مزاعمها بأن حزب الله يستخدم المنازل المدنية لتخزين الأسلحة. تأتي هذه الخطوة في إطار جهود إسرائيل لتبرير ضرباتها الجوية المتواصلة ضد ما تدعيه أنه مخازن أسلحة تابعة لحزب الله داخل المناطق السكنية، والتي أثارت انتقادات دولية نتيجة للخسائر البشرية التي تسببت بها في لبنان.
خلفية الصراع
الصراع بين حزب الله وإسرائيل يعود إلى عقود طويلة، حيث شهدت المنطقة الجنوبية من لبنان عدة جولات من النزاع المسلح منذ ثمانينيات القرن الماضي. حزب الله، المدعوم من إيران، يعتبر قوة عسكرية وسياسية بارزة في لبنان، بينما إسرائيل تعتبره تهديدًا كبيرًا على أمنها القومي، خاصةً بسبب ترسانة الصواريخ التي يمتلكها والتي تصل إلى عشرات الآلاف.
منذ بداية النزاع، يتبادل الطرفان القصف بشكل دوري. حزب الله يعتمد في هجماته على الصواريخ الموجهة والطائرات المسيّرة، بينما تشن إسرائيل ضربات جوية دقيقة تستهدف مواقع للحزب في لبنان، وتحديداً على الحدود اللبنانية-السورية، حيث ينشط الحزب على الجانبين.
استهداف الصواريخ
خلال الغارات الجوية الأخيرة، التي وقعت في عدة مناطق لبنانية، أعلنت إسرائيل أنها استهدفت مواقع تحتوي على ترسانة كبيرة من الصواريخ. وتُشير التقارير إلى أن من بين هذه المواقع صواريخ بعيدة المدى وطائرات بدون طيار. صرّح وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف جالانت، أن هذه الضربات أدت إلى تدمير عشرات الآلاف من الصواريخ التي كان حزب الله يُخطط لاستخدامها في ضرب أهداف داخل إسرائيل. جالانت أكد أيضًا أن هذه الضربات تمثل أقوى ضربة لحزب الله منذ حرب لبنان الثانية في عام 2006، وأن القدرات العسكرية للحزب قد تضررت بشكل كبير، حيث تشير تقديرات إسرائيلية إلى أن حوالي 50% من قوة حزب الله قد تم تدميرها(
الاستخدام المدني للأسلحة
إسرائيل تبرر هجماتها بكون حزب الله يستخدم المدنيين كدروع بشرية، حيث يخزن أسلحته داخل المناطق السكنية، مما يعرض حياة المدنيين للخطر. وفي هذا السياق، نشرت إسرائيل صورًا لما قالت إنه دليل على وجود صواريخ داخل المنازل اللبنانية. وبحسب التقارير، فإن هذه الصور تمثل جزءًا من حملة إعلامية لإظهار أن حزب الله يخزن الأسلحة في المناطق المأهولة بالمدنيين، وهو ما يُعد انتهاكًا للقوانين الدولية.
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وجّه رسالة مباشرة إلى اللبنانيين، حثهم فيها على الابتعاد عن المناطق التي قد تستهدفها الضربات الإسرائيلية، مشيرًا إلى أن حزب الله يستغلهم كدروع بشرية. وقال نتنياهو: "لقد وضع حزب الله صواريخ في غرف معيشتكم وفي مواقف سياراتكم. لا تسمحوا لحزب الله بتعريض حياتكم للخطر".
رد حزب الله
من جهة أخرى، يرفض حزب الله هذه الادعاءات ويؤكد أن ضرباته على إسرائيل تأتي ردًا على الاغتيالات التي استهدفت قادته العسكريين. خلال الأشهر الأخيرة، نفذ الحزب هجمات دقيقة بالصواريخ والطائرات المسيّرة على مواقع عسكرية في شمال إسرائيل وهضبة الجولان المحتلة. كما أكدت التقارير أن الحزب يستخدم مجموعة متنوعة من الأسلحة، منها الصواريخ الموجهة والطائرات المسيّرة الانقضاضية، والتي تمكنت من اختراق القبة الحديدية الإسرائيلية في مناسبات عدة.
تداعيات الصراع
التوترات المتزايدة بين حزب الله وإسرائيل تثير مخاوف دولية من انزلاق المنطقة إلى حرب شاملة، خاصةً مع تصاعد العمليات العسكرية على طول الحدود اللبنانية-الإسرائيلية. وقد طالب المجتمع الدولي الطرفين بضبط النفس والعمل على تهدئة التصعيد. لكن مع استمرار الهجمات المتبادلة، يبدو أن خطر اندلاع مواجهة أكبر لا يزال قائمًا.
في هذا السياق، أكد مراقبون أن استخدام حزب الله للأسلحة الحديثة والمتطورة، مثل صاروخ "ألماس" الإيراني والطائرات المسيّرة، قد غير معادلة الصراع. فهذه الأسلحة تتحدى التفوق العسكري الإسرائيلي وتجعل من الصعب على إسرائيل تحييد التهديدات التي يشكلها الحزب على أمنها.
تعليقات
إرسال تعليق